المشاركات

عرض المشاركات من 2015

القتل نقداً

(لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ)  المتنبئ   النقد في رأيي يستنطق النص، الظاهرة أو المشروع لتوضيح جذوره العميقة الخفية وحركته نحو الإكتمال، يفكك النص/الظاهرة/المشروع في سكونه ليبين ما قاله وما كان يقصد أن يقوله وما عجز عن قوله وما سكت عمداً عن قوله، وفي حركته يهدف النقد للإضاءة والكشف عن إحتمالات الإكتمال. وهو لا يرى ويركز فقط على موضوع نقده، ولكنه يستصحب معه الصورة الكبيرة للمشاريع الإبداعية أو السياسية أو الإقتصادية أو العلمية على حسب موضوعه ليساهم في إثراء هذه المشاريع.  النقد عندي لا يصدر إلا عن محبة لموضوع النقد، ويتناول الناقد مواضيعه بنفس شغف الفيزيائي أو الأحيائي أو المهندس أو الجغرافي أو المبدع لمواضيع بحثه، وفي سعيه لتفكيك النصوص/الظواهر/المشاريع بي يخلق النقد نص موازي غارق في جماله الخاص ومفتوح على تأويلاته الخاصة.  بالمقابل في طريقة التفكير السائدة في السودان، يتقدم أصحاب السلطات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية ليس لمنتوجهم ولا لمشاريعهم الطموحة ولكن لميزات ورثوها ولخصائص كامنة...

القبيلة، الطريقة الصوفية والحداثة !

لما          القبيلة تكون متحركة في نظام إقتصادي إجتماعي ملائم لسياقها، قبائل حرة كما في النظام القبائلي السوداني قديماً قبل الإقطاع، بي تكون عندها قدرات على التكيف والتلاؤم وبي تكون (تقدمية) . ولمن تجي في السلطنات والممالك الإقطاعية بتبقا جزء من مؤسسات السلطة ويبقا عندها زعماء بالوراثة وأتباع لا تتغير مكانتهم هنا بي تتجمد أكتر وتصبح (رجعية) لانها قايمة على العرق ، والسلطنات بي تجمع الناس على أساس مركزية السلطنة. عندها ظهرت في السودان الطريقة الصوفية كمؤسسة سلطة عندها القدرة على التجميع على أساس أيدولوجي متجاوز للهوية العرقية (ويجب الحذر هنا لأن السلطنات في السودان نفسها قائمة على أيدولوجية النسب الشريف والعرق الفائق والتراتب طبقياً بناءاً على العرق، الفرق إن العرق في القبيلة مكون مادي مؤسسي، وفي الإقطاع مكون أيدويولوجي، يعني لا يمكن أن تكون هناك قبيلة ليست قائمة على العرق حقيقةً أم إدعاء) ، وعشان كدا في النظام الإقطاعي السوداني مؤسسة الطريقة الصوفية فيه كانت (تقدمية) ... لمن جا الإستعمار وبنى الدولة الحديثة على ظهر المؤسسات التقليدية، أص...

يا جميل وترجمتها !

 من أين تتولد معايير الجمال وماهو الأساس المادي لها (إن وجد)؟  السؤال التاني: إذا إفترضنا إنو في مجتمع ما في سلطات سائدة لها طرق تفكير سائدة تنتجها وتدعمها وتعيد إنتاجها عبر مؤسسات التربية والتعليم والمجتمع وأدوات الدعاية من تلفزيون وغيرو، وفي طرق تفكير مهمشة،وإنو الترتيب دا موش في السودان بس ولكن على مستوى جميع المجتمعات في مابينها في العالم، فمن أين تستمد طريقة التفكير السائدة في مجتمعاتنا معاييرها للجمال؟. في نظري الدافع لتغيير الشكل واللون (في السودان ) ما جمالي بحت ولك ن له علاقة بالترتيب الإقتصادي الإجتماعي المبني على العرق والقداسة. الدافع (المباشر) لتغيير اللون والشكل هو دافع جمالي بحت كما يبدو لكل من يقوم بذلك، ولكن لا يجب أن ننسى مكر طربقة التفكير السائدة (الأيدولوجيا) المبنية لتبرر وتستديم التراتب الإجتماعي الإقتصادي في السودان، والتى تغرس بذرتها في المفاهيم الجمالية ومعايير الجميل لتتفق مع التراتبية السائدة في المجتمع. لما مجتمع يكون التراتب فيه بناءاً على العلاقات الراسمالية المتجاوزة للون والعرق (أكثر بكثير من العلاقات الإقطاعية) في الحالة دي ت...

نظارة الوجود السحرية : طريقة التفكير (الأيدولوجيا)

ماذا تعني   لك كلمات مثل:"ود بلد"،"مسلم"،"طبقة"،"عربي"،"ود غرب غرابي"،"الله"، "الزعيم"، "رطانة"،"لونا سمح" ...الخ ؟. ببساطة هذه الكلمات غير إنها رموز لغوية مكتوبة أو منطوقة فهي أيضاً وحسب فهمك لها تشف عن جانب من طريقة تفكيرك (الأيدولوجيا). إنها ليست فقط رموز لغوية ولكنها أيضاً رموز أيدويولوجية. فما هى الأيدولوجيا ؟ يمكن تعريف الأيدولوجيا (طريقة التفكير) بإنها ترميز الوجود في الذهن وربط هذه الرموز بعلاقات إدراكية ومن ثم إلباس هذه الصورة الذهنية للوجود، في عملية متبادلة ومتصاعدة، ودايناميكية. نفعل هذا ليسهل لنا   إستيعاب الوجود ومن ثم إما تقبله كماهو أو التأثير فيه ليستمر كماهو أو لتغييره. عندما نقول شجرة فإننا نرمز لمجموعة كبيرة من الموجودات وبكلمة واحدة نجعل لها رمزاً يدل عليها، والرمز لكي يكون شاملاً يدل على كل الشجر لابد من أن يقوم العقل بتجريد كل شجرة من إختلافها وتميزها وتركيبها مع غيرها من الأشجار بما يتشابهن فيه، وهكذا تعمل الأيدولوجيا (طريقة التفكير): تقوم بتقسيم الموجودات لمجم...

ماركس ومركزية العقل الأوروبي

ماركس ، ورغم إجلالي له ولمنهجه الماركسي والذي إتخذه كوسيلة أساسية لتحليل الظواهر الإجتماعية الإقتصادية، إلا أن وعيه كان للأسف ممركزاً حول الوعي الأوروبي وعقلية الرجل الأبيض، فلم ير من الإحتلال الأوروبي لشعوب العالم المضطهدة ، لم ير من الإستعمار بكل بشاعته وقمعه إلا رؤية الرجل الأبيض البرجوازي الفائق القوة والحضارة وهو ينشر التمدن وعلاقات الإنتاج ال رأسمالية. في إعتقادي هذه الرؤية وهذا التحليل خاطئ تماماً، الإستعمار لا ينشر التنوير، ولا ينشر علاقات الإنتاج الرأسمالية في البلد المحتل، بل يركب هذه العلاقات الرأسمالية (كأداة نهب) في قمة العلاقات القديمة، علاقات ما قبل الرأسمال الإقطاعية القبلية. وبهذا لا تنشر البرجوازية الأوروبية المستعمرة التحضر والتنوير، ولا تنشر علاقات الإنتاج الرأسمالية، بل تزرع في المجتمعات المحتلة ما يعوقها عن التقدم والتطور حتى بعد ذهاب المستعمر (كما حصل عندنا في السودان). نقاطي على المنقول أدناه ما يلي: 1- كلمة بربرية حكم أخلاقي يضمر مركزية أوروبية على باقي مجتمعات العالم، ولا يقع في مجال مفاهيم الجدل المادي ولا التاريخي ولا الإقتصاد السياسي. 2- الإستعمار...

نشيد القيامة

الإستعمار البريطاني لم يجد أوان بداية الإستعمار الأيدي العاملة التي تُسير دولاب الدولة، حيث أن السودانيين المشبعين بالوعي القبلي ووعي شبه الإقطاع يحتقرون العمل المؤجر ويحتقرون من يقوم به، إعلان تحرير العبيد إذن كان لضرورة قاهرة غلفها الإستعمار في ثوب حقوق الإنسان. شَكلْ المحررين من العبيد سكان المدن الحديثة وصبغوها بثقافة جديدة غير مرتبطة (كثيراً) بالثقافة الأبوية للمجتمع القبائلي والعشائري، لثقافة شبه الإقطاع، هذا التحرر من الثقافة القديمة أعطاهم ديناميكية وفردانية وقدرات أكبر للتفكير المبدع الخلاق. وعيهم لم تكن تحده القبيلة المؤسسة، ولذا كانت رؤيتهم تتسع لتشمل السودان كله. هم أوئل الميكانيكية وأوئل النجارين وأوئل الممرضين وأوئل الأطباء،أوائل المعلمين،أوئل الضباط والجنود وأوئل الفنانيين. منهم أول من كتب عن إصلاح التعليم، ومنهم أول من كتب عن (ثقافة سودانية) في مقابل (ثقافة عربية إسلامية) كان يتشدق بها أبناء الذوات وأبناء شيوخ القبائل والطائفيين. ومنهم (ويا للعجب) أول ثائر سوداني يرى السودان (كبلد مستقل) ويجب أن يحكمه أبناؤه السودانيين ،ومن بعد ثورة علي عبداللطيف أدرك ...

التفكير بعقلية التغيير

في طريقة التفكير السائدة في السودان شكل علاقات المنظمات المختلفة ،الأحزاب والرؤساء، الشركات والمدراء ،المبدعين والمعجبين  ... الخ، شكل علاقات المنظمات والمؤسسات المختلفة ومن يديرونها يشبه شكل علاقة المريدين، الحواريين (المفتقرين للرأي، للمال، للعلم، للخطط، وللقرب من الله)، بالشيوخ (المالكين للمال والرأي والمعرفة والقداسة) .حتى وإن جاءت بالزعيم،الشيخ،المدي ر والمبدع توازنات لا علاقة لها بما يترأسه، كالعمر، أو أن يكون من الأسرة صاحبة العمل مثلاً . الأساس المادي(الإجتماعي) لطريقة التفكير السائدة كامن في علاقات إنتاج شبه الإقطاع، فيها مثلاً شيخ القبيلة يملك القطعان والمراعي وتشتغل عليها باقي القبيلة بما يقيم أودها ويجعلها تستمر في الحياة. إذا إحتاجوا يلجأون لشيخ القبيلة وأرابيبها، وإن أرادوا الزواج إتجهوا لهم، وإن فاجئتهم الحرب يلجأون لشيخ القبيلة والفقير والأرابيب فرسان القبيلة لرد المعتدي. العلاقات دي في أوان بداياتها وحتى بزوغ علاقات الإنتاج الرأسمالية ومعها البرجوازية والعمال كانت تقوم بتطوير المجتمع وتحميه ، ولكن بدخول الإستعمار الإنجليزي على الخط وإدخاله لآلة ال...

إصلاح الخطأ في (اصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير) !

" مع الجماهير ... لا امامها ولا خلفها ،مع الجماهير منها واليها" المقولة دي بي يساء فهمها لي درجة فظيعة من قبل اليساريين، بي يساء فهمها لي درجة إنو هم ذاتم بي يتحولو لي تقليديين محافظين.. كيف الكلام دا؟!! رواد التغيير لازم يكون عندهم أهداف إستراتيجية زي: دولة ديمقراطية علمانية، دولة الحقوق والحريات، دولة المواطنة. أها في سعيهم لتحقيق أهدافهم الإستراتيجية دي، لازم يحققوها مع الجماهير ، يعني ما ممكن يقعدوا ينقو في الناس لازم نحقق العلمانية العلمانية والناس العلمانية ذاتا ما عارفنها شنو. عشان كدا بي يبدو ي شتغلو مع الناس في قضاياهم الحالية، قضايا المعيشة مثلاً وقضايا الحريات اليومية، كأهداف تكتيكية تحقق التضامن بين الناس وتحقق الثقة في رواد التغيير وترفع من وعي الجماهير.   أها المشكلة وين؟!! المشكلة إنو تكون طارح في أهدافك الإستراتيجية الحريات الفردية، ومنها حرية أن تلبس الفتاة ما تريده بدون ان تجرم.تقوم إنتا تقول أنا مع الجماهير لا امامهم ولا خلفهم تقوم تتبنى أفكار الناس العاوز تغيرهم ، وتهاجم البنات البي يلبسو (زي مخشلع حسب رؤية الناس) مع إنو اهدافك النهائية إنك ت...

السودان وأزمة دولة مابعد الإستعمار -2-

طبعاً أنا البقولوا إنو دولة الإقطاع المركزية في السودان أنشأتها المهدية وتم تحطيمها بعنف الإستعمار الإنجليزي، أما السائد الآن فدا نموذج لم يؤسس له أيديولوجياً وإقتصادياً إجتماعياً، فنحن أمام ما يمكن أن نسميه (دولة ما بعد الإستعمار)، حيث قام المستعمر بصهر الطبقة الحاكمة ومؤسسات الإقطاع مع البرجوازية العليا ومؤسسات الحداثة، فأنتج نظاماً هجيناً لا عن طريق التطور الداخلي للمجتمعات، وإنما عن طريق القهر. وفي فهم هذه الحقائق مفتاح أزمتنا. قلتا أنا أن الإستعمار زاوج بين طبقتين، نبلاء الإقطاع والبرجوازية، بالصهر والقمع الإستعماري لا بتطور وصراع القوي الفاعلة في المجتمعات السودانية، فأصبح المجتمع والأفراد مزدوجي الشخصيات (من حيث طريقة التفكير) فهناك شكل حداثي في أقله يكون في إستخدام منتجات الغرب، وهناك شكل إقطاعي سلفي في أقله يكون في التحرر أمام الصديقات والزميلات وقمع الأخوات والزوجات . أها كل نصف من ذواتنا المتناقضة في الأفراد والمجتمع بي ينزع للتطور الكامل نحو الشكل الصافي لما يمثله. إذن فرواد وقادة السلفية في المجتمع لا يرون في الصادق والترابي إلا النصف النفعي اللبرالي...

طريقة التفكير (الأيدولوجيا)

البي يحدد موقعك الطبقي هو موقعك في علاقات الإنتاج، وموقعك في علاقات الإنتاج بي يتحدد بي حصتك من فائض الإنتاج،وتقسيم الحصص دي بي يتم على مستوى المجتمع كلو. وشكل علاقات الإنتاج هو البي يحدد شكل العلاقات في المجتمع، وين مراكز السلطة، ووين باقي الطبقات والعلاقات بيناتم شكلها شنو. الإنتاج عشان يتحقق بي يحتاج لي وسائل الإنتاج من مواد خام، أدوات إنتاج، وعمال وموظفين وهلمجرا. لكن قبل كل دا الإنتاج بي يحتاج لي طريقة تفكير (أيدولوجيا، وعي) يحدد لي كل زول دورو ويخليهو مقتنع بيهو في العملية الإنتاجية. العامل عشان يعمل، والزارع عشان يزرع ، والراعي عشان يرعى، والموظف عشان يشتغل،والمهندس عشان يهندس، والمدير عشان يدير، وصاحب المال عشان يربح، محتاجين لي طريقة تفكير تحدد ليهم أدوارهم ،تبرر ليهم ادوارهم بل وتخليهم فخورين ومدافعين عن الأدوار دي. إذا كانت وسائل الإنتاج ضرورية لإنتاج الإنتاج، فطريقة التفكير(الأيدولوجيا، الوعي) ضرورية جداً لإعادة إنتاج الإنتاج. طريقة التفكيرالسائدة بي يتم إنتاجها من مراكز السلطة في المجتمعات، ووظيفتها زي ما قلتا إعادة إنتاج الإنتاج، يعني إعادة إنتاج المجتمع بشكل...

وماذا نفعل مع النضال المسلح ؟!!

طيب قلتا إنو النظام أي نظام عنده نوعين من أدوات القمع: أدوات القمع الباطش زي الشرطة والأمن والجيش، وأدوات القمع الناعم ودي بي تتمثل في طريقة التفكير السائدة وما تنتجه من وعي (رؤى، تصورات ومفاهيم وقيم وأخلاق ..الخ). أدوات القمع الناعم (طريقة التفكير السائدة ومنتجاتها) يتم صيانتها وإعادة إنتاجها وترسيخها في المجتمعات عن طريق ما تعيد إنتاجه على الأرض من مؤسسات تربوية وتعليمية وقانونية .. الخ. أدوات القمع الباطش (الأدوات العسكرية) يتم إستخدامها إما عندما يحاول النظام تنقية نفسه من أقلية مارقة على قيمه ورؤاه وتصوراته بإعتبار أن هذه الأقلية تمثل تهديداً له في المستقبل البعيد وفي نفس الوقت فأن طريقة التفكير السائدة تضبط بقية المجتمع ليقف ضد هذه الأقلية، وإما عندما تعجز طريقة التفكير السائدة عن توفير شرعية للنظام تسمح له أن يستمر وعندها تضطر مراكز السلطة في النظام لإستخدام أدوات القمع الباطش بما أن أدوات القمع الناعم لم تعد ذات فائدة. إذن الوظيفة الرئيسية لأدوات القمع الباطش هي حراسة طريقة التفكير السائدة ومنتجاتها والعمل كأمتداد لها في حالة الضرورة والتهديد. بما أن النظام الإ...

صورة الإله في العلاقات الإقتصادية الإجتماعية

"هاك أنبيائك سالمين وأنزل ... مسافة تهبشك غنية واناولك كاس" عاطف خيري في هذا المقطع من قصيدة "سيناريو اليابسة" يقارب الشاعر فكرة محو شعب من قبل الخالق بناءاً على عصيانهم له، ويحتج على الصورة المرسومة للإله في الأديان الإبراهيمية ويطالب برب حميم، يشارك الإنسان محنته الوجودية ،إله لا يعتبر الإيمان أو الإلحاد، الخطأ والصواب، الحسنة والمعصية معياراً ليتعاطف مع البشر. ما أريد أن أشاركه الناس هنا، أنه وبغض النظر عن معرفة وعلم المتدينيين أو عدم معرفتهم فأن تصوراتهم الدينية لها علاقة بوجودهم الدنيوي وبل يؤثر ذلك التصور على المؤسسات الدنيوية ويغيرها. إن التصورات التي تشمل إلهاً يصدر عدد من الأوامر والنواهي ويطالب العابدين بإتباعها غض النظر عن فهمهم لحكمة مشروعيتها، ومن ثم يعاقب العاصين والخارجين على هذه الأوامر والنواهي بعقوبات قد تتسبب في إنهاء حياتهم التي خلقها فيصيروا خارج زمرة الأحياء الذين يعملون لربهم سواء بعصيانه او طاعته، إن هذه التصورات تجد صداها وتطبيقاتها في حياة المجتمعات فتجد إنعكاس صورة هذا الإله في (الأب) ، (وشيخ) الطريقة، و(زع...

دولة مابعد الإستعمار : أهداف ورؤى التغيير

مشكلة النظام الإقتصادي - الإجتماعي في السودان، أنه ومنذ الإستقلال وبعد أن تبينت عوراته، وهى ببساطة :  عجز النظام عن أن يلبي حوجات السودانيين والسودانيات في ادارة الموارد وتوزيعها بكفاءة وفي العيش بكرامة وحرية ومساواة.   بعد أن تبينت عورات النظام صارت مراكز القوى فيه تتناوب الصراع والإمساك  بالسلطة بزعم (وربما بنية خالصة) لإنقاذ النظام الإقتصادي-الإجتماعي من الإنهيار، في ظل هذا التناوب والتصارع جوهر مؤسسات البلد الإجتماعية الإقتصادية يظل كما هو (شكلياً مؤسسات حديثة، تسيطر عليها طريقة التفكير السلفية الأبوية العنصرية وتديرها عقلية الأب/ الشيخ/ الزعيم الملهم / إبن الأصول الذي لا لا رأي غير رايه) بل وتغدو المؤسسات أكثر فشلاً، ويا للغرابة تسعى القوى الحية في المجتمع مع (القوى المسيطرة إجتماعياً ومزاحة من السلطة) لكي تستعاد الديمقراطية .. ولكي يستعاد الفشل. فإستعادة الديمقراطية هنا لا تعني في الحقيقة غير: إستعادة النظام الخرب المشوه الذي خلفه لنا الإستعمار بطوائفه وزعماءه، بطبقته الوسطى المترددة التي تستقوى إما بالسلطة السياسية للدولة او بسلطة الشيوخ والزع...

إكتمال

حكمة أخطائي الفادحة وأنا أدلف للخمسين خياراتى التي إنزوت لأكبر كَرَجُلٍ مسئول. غالية خبرتي ولكن سوقها كاسد عند الرجال الصغار الذين يكبرون. مذ رميته وانا واقف على كوبري امدرمان القديم في مساءٍ أشبه بلعبة الطرة والكتابة إبتلعته المياه وهو قانطُ إذ لا كراهية أو محبة عندي فقط لا مبالاة مشتتة كالشفق  ولكن بلونٍ محايد. لم يعد شعر جلدي يقف  عند ولوج المعمى ولا تطعنني المسامير في حلقي من الفجاءة والشرارات لا تنبعث من توقع إبتسام الحبيب. ما رميته كان أنا كان أحتمالي بعد ما ظننت إنه إكتمالي  وإنعدام الإحتمالات.

خـــــــــروج

الفونجاويات في مجلسهن، أمي عاكفة على الكانون، سليلات الآلهة لا ينشغلن بالدنيوي، يشربن القهوة بنكهة النميمة الملكية على كل حال. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، أبى يختلس حياتنا  مما غفل عنه الأرابيب والمكوك، يدسه في الكرنق الهامشي، يدسنا في الكرنق الهامشي، يدسنا في الحياة. ،،،،،،،،،،،، لم يختبر قرآءة الغيوم والشجر، ولا أفرغ القطب في قلبه المعارف  والنسب الهاشمي، ولا أنشغل بالتجارة  عن ساقيته الأبدية. تربال ، يعبئ دمه في القواديس، ماينمو في الأحواض والتقانت، ينتهبه الاسياد في التقاة ، وما بقى للبصير والفقير والصمد. ،،،،،،،،،،،،،،،،، مُهملين من أولاد الإصول، في هامش لا تتناوبه الشمس والظل، حجابات الفكي لا تترصد من لا يُرى، متخففين من العادة والعرف ، خرجنا

عاش نضال الطبقة البرجوازية !!!

واحدة من اكبر المشاكل ومشكلة غميسة جداً والناس بي يتعاملوا معاها كبديهية هي:(الطبقة العاملة هى التي ستقود التغيير في السودان). والمابقول الطبقة العاملة بي يستبدلها بي (المقهورين والمسحوقين والمهمشين). نحنا ما عندنا إقتصاد رأسمالي، عندنا آلة إسمها الدولة الحديثة لكن مدورة بي ثقافة شبه الإقطاع. ممكن تكتشف الحاجة دي بي بساطة (في أي مدينة سودانية قارن بين أسماء أصحاب الأعمال وبين شيوخ الطائفيين وأحفاد شيوخ القبائل وأبناء السادة في القبيلة قديماً تلفاها بي تتطابق). أها المرحلة دي مرحلة إكمال التطور وخلق إقتصاد رأسمالي حقيقي ونفي وعي الإقطاع وسيادة الوعي اللبرالي(الحقوق والحريات). الطبقة التي ستقود التغيير هى طبقة عندها من الترف ما يتيح لها وقت للإبداع والتنظير لإنتاج طريقة تفكير بديلة، وفي نفس الوقت لها من المصالح والوعي ما يتعارض جذرياً مع طريقة التفكير السائدة، الحاجتين ديل متوفرات في رأيي عند الطبقة البرجوازية.   في السودان نحتاج الآن إلى إقتصاد رأسمالي حقيقي و (معقلن) يحتوى على ضمانات إجتماعية كبيرة، نحتاج لدولة ديمقراطية علمانية ومجتمع ليبرالي، نحتاج لتعليم حديث مجاني ونظ...