طريقة التفكير (الأيدولوجيا)

البي يحدد موقعك الطبقي هو موقعك في علاقات الإنتاج، وموقعك في علاقات الإنتاج بي يتحدد بي حصتك من فائض الإنتاج،وتقسيم الحصص دي بي يتم على مستوى المجتمع كلو.
وشكل علاقات الإنتاج هو البي يحدد شكل العلاقات في المجتمع، وين مراكز السلطة، ووين باقي الطبقات والعلاقات بيناتم شكلها شنو.
الإنتاج عشان يتحقق بي يحتاج لي وسائل الإنتاج من مواد خام، أدوات إنتاج، وعمال وموظفين وهلمجرا.
لكن قبل كل دا الإنتاج بي يحتاج لي طريقة تفكير (أيدولوجيا، وعي) يحدد لي كل زول دورو ويخليهو مقتنع بيهو في العملية الإنتاجية.
العامل عشان يعمل، والزارع عشان يزرع ، والراعي عشان يرعى، والموظف عشان يشتغل،والمهندس عشان يهندس، والمدير عشان يدير، وصاحب المال عشان يربح، محتاجين لي طريقة تفكير تحدد ليهم أدوارهم ،تبرر ليهم ادوارهم بل وتخليهم فخورين ومدافعين عن الأدوار دي.
إذا كانت وسائل الإنتاج ضرورية لإنتاج الإنتاج، فطريقة التفكير(الأيدولوجيا، الوعي) ضرورية جداً لإعادة إنتاج الإنتاج.
طريقة التفكيرالسائدة بي يتم إنتاجها من مراكز السلطة في المجتمعات، ووظيفتها زي ما قلتا إعادة إنتاج الإنتاج، يعني إعادة إنتاج المجتمع بشكل علاقاته القائمة الآن أو باحسن منها ولمصلحة مراكز السلطة في المجتمع.
طريقة التفكير بي يتم زراعتها إبتداءاً من الأسرة، والتعليم، والمجتمع ،ووسائل الإعلام، والكتب والصحف، وأحاديث رموز المجتمع.
إذا تدمرت وسائل الإنتاج، المصانع، البنية التحتية ..الوسائل المادية لمجتمع ما عموماً فإنه قادر تماماً، ولن يفعل غير أن يعيد إنتاج نفسه وعلاقاته إنطلاقاً من طريقة التفكير فيه، بمعنى أن مجتمعاً ديمقراطياً إذا تدمر بفعل الحرب فإن الناجين منه لن يعيدون بناء مجتمعهم إلا على النسق الديمقراطي، إنطلاقاً من طريقة تفكيرهم.
ولذا التغيير يبدأ من طريقة التفكير، والتغيير هو تغيير طريقة التفكير
صحيح أن هناك علاقة جدلية بين درجة التطور المادي لمجتمعٍ ما وطريقة التفكير فيه. وصحيح أن التغيير في طريقة التفكير والواقع المادي يتبادلان التأثير. ولكني أشدد هنا على ما يهمله المنظرون:
التغيير هو تغيير طريقة التفكيرالسائدة لإعادة إنتاج مجتمعنا على نسق ديمقراطي يراعي الحقوق والحريات.
مرجع : التوسير، الايدولوجيا والادوات الأيدلوجية للدولة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطرف الثالث في حرب الخرطوم

الجنجويد في نادي نخبة الخرطوم

هل هناك ضرورة للعلمانية في مجتمعاتنا؟