المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٣

الحارس مالنا ودمنا

 إن طريقة تفكيرك لا تجعلك تتعنت في نكران الحقائق، ولكنها من المكر بحيث إنها تحجب عن نظرك ما لايتوافق معها إبتداءاً. وعيال الطبقة الوسطي المدينية يتأوهون من فعايل الجنجويد ووحشيتهم ودمويتهم وايغالهم في الدم والقتل والاغتصاب، ويحاولون افحامنا بسؤال:  هل يفعل جيشنا مثل ذلك؟! هل إن وقفت لهم يقتلونك؟! يغتصبون نساء اسرتك؟! يحتلون بيتك ويطردونك منه؟! لن احكي لك عن فعائل جيشنا،  فهو  بطبيعته قد صممه الانجليز لمحاربة شعبه، ولكني ساحكي لك عن سياسة ثابتة لهذا الجيش منذ الإستعمار بالاستعانة بفرسان القبائل في الارياف لمحاربة القبائل المنافسة. سأحكي لك عن مساهمة القبائل في حرب الجنوب مباشرة بعد مغادرة الانجليز، عن الاطفال معلقين في اسنة رماح فرسان القبائل، عن حرق قطار الضعين وصراخ المواطنين الجنوبيين بنساؤهم واطفالهم واللهب ينتاشهم والقطار قد تحول لاقفاص حديد ونار، محاطون بكلاب لهب القبائل بالسيوف والرماح والبنادق. ساحكي لك عن حرق القرى في جبال النوبة، في النيل الازرق وفي دارفور ومن يخرج منهم من النار الرجال للرماح والسيوف والنساء للاغتصاب وهن والاطفال للعبودية. كل هذا تم تحت سمع وبصر وبتأليب وقيادة

بيدي لا بيد عمرو

في كتاباتي القديمة قلت أن الذي سيحول دون قيام دولة المليشيات ووراثتها لدولة ٥٦ هو العمل المدني الدؤوب لقيام الحكومات المحلية على اساس لجان الحي والقرية والفريق ومن ثم المدن والاقاليم واخيرا استلام السلطة. ومضمراً ان من سيقوم بهذا العمل هم الديمقراطيون والديمقراطيات الذين هم متحالفين لإنجاز هدف دولة الديمقراطية والسلم والعدل بزعامة وعلى اكتاف عامة المواطنين وفي قبل السودان الاربعة. بسبب تدهور وفساد وقصر نظر النخبة بقيادتها العسكرية، تسارعت الاحداث والخراب، وإن تم انجاز ما نفخر به على صعيد قيام تحالفات غير مكتوبة بين ثائرات وثوار ديسمبر من كل الأقاليم وقيامهم بتكوين اللجان والتقدم بحماس وثبات لتحقيق اهدافهم، الا ان الواقع يتقدم على هذا التحالف بخطوات متسارعة . الآن وفي ظل واقع تهديد قيام دولة الاسرة المستندة على القبيلة وتحطيم ما تبقى من سودان ٥٦، تبقت فرصة اخيرة لهذه النخبة بجناحيها المدني والعسكري ، بدلاً من توزعهم على المعسكرات المتحاربة واحلامهم بنيل نصيب من كيكة دولة الاسرة والمليشيا، أو بنيل نصيب من شبح دولة ٥٦ بدكتاتوريتها العسكرية_الكيزانية، بدلا من هذا عليهم التوحد والوقوف بثبا

الطرف الثالث في حرب الخرطوم

 للمثقف الذي نذر صفحاته في الميديا لتحليل الواقع السوداني والانحياز للمواطن السوداني، أستغرب كيف انك لم تنتبه انه لأي حدث نهايات ومآلات لا نهائية وليس احتمال او احتمالين من تجريد تفكيرك تريد أن تسوق لهما الناس سوقا" هذا اولاً. ثاني استغراب هو انه ومن طبيعة كتابتك اتوقع أن يكون اتجاهك هو اتجاه تقوية الكتلة المدنية الثورية لا كتابع لجهة وانما كمؤثر يضع له الخصوم حسابا وبل يفرض الاتجاهات والمآلات. اذا وضعت الكتلة المدنية الثورية كتابع تحت راية محددة فأنت تسخر كل امكانياتها الكامنةكخادم لطرف وتوقف تطورها، تحصر مكاسب كتلتك بما ستتفضل به هذه الراية عليك من المكاسب او بما ستفرضه عليك من الخسارات إن انتصرت، وستتحمل كل الخسارة اذا انتصر الطرف الآخر او ان توسعت الحرب، او دولت. لذا فمن البديهي أن نصطف كلنا حول رؤيتنا ورايتنا واهدافنا ككتلة مدنية ثورية متعالية على الطرفين، الكتلة المدنية الثورية فاعلة وليست تابعة ففكر فيها وخاطبها كفاعلة.  في رأيي ان هذا ناتج عن رؤية لبعض المثقفين وبرغم تصايحهم عن الشعب وقدراته الا انهم في حقيقة الأمر لا يرون الا السلطة والقوة ولا يرون أن الشعب قوة وللمدنيين