المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢١

لن نطالب السلطة، سنبني سلطتنا نحن

 ركز الثوريون من أجيال ما بعد الاستعمار وحتى ثورة ديسمبر على مناجزة اصحاب العمل من شركات خاصة ومؤسسات حكومية لنيل حقوقهم بتكوين النقابات، الاتحادات والتعاونيات.  عندما نضجت النقابات والاتحادات صارت ادوات لاسقاط الحكومات، لتأتي حكومات جديدة بنفس الطرق القديمة، بنفس الوجوه القديمة، بنفس البؤس القديم. في وعي المديني ان لا احد خارج المؤسسات الحديثة، لا احد خارج النقابات، والحل تكوين نقابات واتحادات في كل مكان، ومقارعة السلطات في كل مكان وعن كل حق، حتى ننجز السودان الديمقراطي.  في وعيهم ان السلطة هى الآخر، صاحب العمل، إدارات المؤسسات العامة، الاجهزة العسكرية والشرطية والامنية، وان حقوق المواطنين عند هذا الاخر، ومهمة المواطن المطالبة بها، اما اعطوه او منعوه، والمنع هو الغالب. انتبه الديسمبريون لمشكلتين في هذه المقاربة، الاولى بان السودان جله خارج الاقتصاد المنظم والمؤسسات الحديثة، السودان جله موجود في مؤسسات شبه الاقطاع، وليس به عمال وموظفون، بل رعايا واتباع. لا يوجد به مدراء واصحاب عمل، بل عمد ونظار وشيوخ وشراتي. المشكلة الثانية، لم نطالب اهل السلطات بحل مشاكلنا؟ لما لا نصير نحن السلطات؟! ل

غربة الافندي

 مشكلة الأفندي الما عنده لغة مشتركة مع المواطنين ولا عنده جمهور، هى مشكلة ان الفضاء الاقتصادي الاجتماعي مملوء بالمؤسسات التقليدية هذه المؤسسات من قبائل وطرق صوفية لها ثقافتها وهيكلها العشائري الترقية فيه بالوراثة،  والسلطة تكتسب عن طريق القرب من الزعيم الأب، وعلاقات إنتاجها ان  الاتباع فيها عيال على السادة، يرعون قطعانهم ويزرعون حقولهم، بل ويخدمون في منازلهم، مقابل كفالتهم من الفاقة والجوع. المؤسسات التي تعتمد هيكل يعتمد على التعليم والجدارة، وترقي عن طريق الانجاز، وسلطة مستمدة من المنصب محكومة باللوائح والقوانين، هذه المؤسسات محصورة في مدن قليلة ولا تغطي الريف، الجزيرة، عطبرة بورتسودان والخرطوم، زائدا المؤسسات العسكرية، الشرطية والامنية. على قلة منسوبيها قامت الانقاذ بتحطيم معظم المؤسسات وتركتها قاعا صفصفا. للمؤسسات ادوات وقنوات ولغة اتصال يجيدها قادتها ويفهمها منسوبيها، توحدهم خلف اهداف المؤسسة وتحشدهم لانجازها. الأفندي يفهم لغة وادوات وقنوات اتصال المؤسسات الحديثة، ولكن المؤسسات التقليدية بالنسبة له، مثل ان ينزل من سيارته ليركب جملا، يستطيع الراعى ان يشق به الفيافي ويسافر به من بلد

شباب وجلاكين - صراع الاجيال

  هل يبدأ الإنسان في مستهل شبابه كيساري يطمح للتغيير ومن ثم يتحول لمحافظ يريد الأبقاء على الأوضاع كما هي؟  نعم هناك مجموعة واسعة تفعل ذلك، لأنهم وهم يكبرون يراكمون من الموجودات والرأسمال الرمزي ما يخافون ان يفقدوه ان تم تغيير ثوري في كبرهم، زائدا ان الوعي المسيطر للمستغلين من شاكلة ديننا وعاداتاتنا وتقاليدنا السمحة  بفعل قهر ادوات السلطة يتحول من رؤى يمكن مناقشتها لبديهيات لا يمكن جهلها.  هل هذا حتمي او نظرية تغيير اجتماعية؟ لا ابدا، حسب وجودك المادي، قد يبدأ انسان حياته بالتفكير اليميني، وقد يستمر انسان في ثوريته حتى النهاية، وكلما قامت ثورة وثبتت وضعا جديدا ابتدأ هو ثورته الجديدة. ثم ان ما ذكرته اعلاه يخص البرجوازية الصغيرة والبرجوازية الذين يستطيعون مراكمة الرساميل  اما المهمشون فلن يراكموا شيئا ولن يخسروا الا بؤسهم ان ثاروا، شبابا يفع كانوا ام جلاكين يتطلعون إلى شمسهم الغاربة. اذن المؤثر الاساسي هو وجودك الاقتصادي الاجتماعي وتغيره مع الزمن، لا عمرك، يفاعتك او جلكنتك . هل يؤثر ميلادك في عقد معين من القرن على رؤيتك؟  نعم بالطبع فمستويات المعارف والعلوم وتحصيل المجتمعات البشرية وتجويد