شباب وجلاكين - صراع الاجيال

 


هل يبدأ الإنسان في مستهل شبابه كيساري يطمح للتغيير ومن ثم يتحول لمحافظ يريد الأبقاء على الأوضاع كما هي؟

 نعم هناك مجموعة واسعة تفعل ذلك، لأنهم وهم يكبرون يراكمون من الموجودات والرأسمال الرمزي ما يخافون ان يفقدوه ان تم تغيير ثوري في كبرهم، زائدا ان الوعي المسيطر للمستغلين من شاكلة ديننا وعاداتاتنا وتقاليدنا السمحة  بفعل قهر ادوات السلطة يتحول من رؤى يمكن مناقشتها لبديهيات لا يمكن جهلها. 

هل هذا حتمي او نظرية تغيير اجتماعية؟ لا ابدا، حسب وجودك المادي، قد يبدأ انسان حياته بالتفكير اليميني، وقد يستمر انسان في ثوريته حتى النهاية، وكلما قامت ثورة وثبتت وضعا جديدا ابتدأ هو ثورته الجديدة.

ثم ان ما ذكرته اعلاه يخص البرجوازية الصغيرة والبرجوازية الذين يستطيعون مراكمة الرساميل  اما المهمشون فلن يراكموا شيئا ولن يخسروا الا بؤسهم ان ثاروا، شبابا يفع كانوا ام جلاكين يتطلعون إلى شمسهم الغاربة.

اذن المؤثر الاساسي هو وجودك الاقتصادي الاجتماعي وتغيره مع الزمن، لا عمرك، يفاعتك او جلكنتك .

هل يؤثر ميلادك في عقد معين من القرن على رؤيتك؟

 نعم بالطبع فمستويات المعارف والعلوم وتحصيل المجتمعات البشرية وتجويد الأدوات والاجهزة يزداد عقدا بعد عقد. ولكن عموما انقسام مستغلين ومستغلين لا يزول(الا في المجتمع الاشتراكي كما نحلم)، من يَستغل يستخدم المعارف والعلوم والاجهزة الحديثة لاحكام سيطرته، ومن يُستغل يستخدمها لتجويد ثورته.

حقيقة النقاش والاتهامات من الشباب للجلاكين ليس انها معركة بين الاجيال، حقيقة هذه الاتهامات انها تريد ان تضرب قيم التنظيم  البرجوازي_ القبلي_الطائفي. تريد ان تضرب التنظيم الاجتماعي الاقتصادي الموروث للدولة السودانية الذي يوقر الرجل الاكبر مهما كان يمينيا، مغلق الذهن، ليست له مهارة اوميزة انسانية. يجب ان تحترمه في كل الاحوال، ولايمكنك تخطية سواء في ترقية الحكومة او داخل الاسرة والتنظيم الاجتماعي للحي و العشيرة والقبيلة والطائفة او الحزب. وهذا هجوم صحيح جدا بهذه الوجهه،إذ  يجب ان يعتمد تنظيمنا القادم للمجتمع الجدارة، فقط الجدارة لا العمر، لا القبيلة ولا النوع.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطرف الثالث في حرب الخرطوم

انطفاء

بيدي لا بيد عمرو