غربة الافندي

 مشكلة الأفندي الما عنده لغة مشتركة مع المواطنين ولا عنده جمهور، هى مشكلة ان الفضاء الاقتصادي الاجتماعي مملوء بالمؤسسات التقليدية

هذه المؤسسات من قبائل وطرق صوفية لها ثقافتها وهيكلها العشائري الترقية فيه بالوراثة،  والسلطة تكتسب عن طريق القرب من الزعيم الأب، وعلاقات إنتاجها ان  الاتباع فيها عيال على السادة، يرعون قطعانهم ويزرعون حقولهم، بل ويخدمون في منازلهم، مقابل كفالتهم من الفاقة والجوع.


المؤسسات التي تعتمد هيكل يعتمد على التعليم والجدارة، وترقي عن طريق الانجاز، وسلطة مستمدة من المنصب محكومة باللوائح والقوانين، هذه المؤسسات محصورة في مدن قليلة ولا تغطي الريف، الجزيرة، عطبرة بورتسودان والخرطوم، زائدا المؤسسات العسكرية، الشرطية والامنية. على قلة منسوبيها قامت الانقاذ بتحطيم معظم المؤسسات وتركتها قاعا صفصفا.


للمؤسسات ادوات وقنوات ولغة اتصال يجيدها قادتها ويفهمها منسوبيها، توحدهم خلف اهداف المؤسسة وتحشدهم لانجازها. الأفندي يفهم لغة وادوات وقنوات اتصال المؤسسات الحديثة، ولكن المؤسسات التقليدية بالنسبة له، مثل ان ينزل من سيارته ليركب جملا، يستطيع الراعى ان يشق به الفيافي ويسافر به من بلد لآخر ويعجز الأفندي عن الثبات على ظهره.


 الاعتماد على المؤسسات التقليدية كقاعدة تنبني على اكتافها  مؤسسات الدولة الحديثة واضح الخطل وسيقود لتفكك الدولة، ويجب أن يقف استخدامها والابتزاز بها، من قبل مؤسسات الحكومة المدنية والامنية العسكرية. 


وما الحل؟ الحل هو هيكلة مؤسسات الدولة القائمة بحيث تنبع من المواطنين ومن اجلهم، بناء مؤسسات الحكم المحلي الحديثة التي تعتمد الوحدات الجغرافية لا الدينية ولا العشائرية.، جنبا إلى جنب مع بناء نظام اقتصادي يعتمد مفهوم علاقات العمل الحديثة مكان علاقة التبعية الاقطاعية. 

عندها، عندما تجمع المواطنين مؤسسات متجانسة سيفهمون قادتهم وسيفهمهم هؤلاء،  ويعمل الجميع من اجل اهداف تحديث وتطوير السودان.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطرف الثالث في حرب الخرطوم

انطفاء

بيدي لا بيد عمرو