المؤسسة موضوع التغيير

المؤسسة هى تجمع  عن قصد لاشخاص في هيكل للوصول لاهداف محددة.

 لكل مؤسسة مدخلات من المحيط الخارجي، ومعالجة من قبل المؤسسة لهذه المدخلات، ومخرجات من المؤسسة للمحيط الخارجي. 
ينضم الأفراد للمؤسسات للفوائد الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والثقافية والعاطفية والنفسية والروحية التي يجنونها وفي ذلك يتنازلون عن بعض (وفي حالات متطرفة عن كل) حرياتهم.
الفرد دائما ما يكون عضوا في اكثر من مؤسسة، كل منها تقدم له جزء من احتياجاته، وتسلب منه جزء من حريته، وتقدم له وجها من هويته المركبة، نعم فالهوية هى هبة المؤسسة.
قد يكون تركيز المؤسسة على مخرج واحد، فلنقل إنتاج الصلصة مثلا، ولكنها دائما لها مخرجات تمر على كل مستويات المحيط (السياسي، القانوني، الثقافي، الفكري، الاجتماعي الاقتصادي)،  وكذلك في المدخلات وان ركزت على الطماطم واوعية التعليب الا انها في نفس الوقت تستوعب من المحيط مدخلات على كل المستويات وتقوم بمعالجتها.
في كل مؤسسة تراتب للسلطة متطابق مع هيكلها(او مع علاقات السلطة كما يفرضها المحيط)،هذا التراتب متطابق مع علاقات الإنتاج ويحدد نصيب الفرد والجماعة من إنتاج المؤسسة.
المؤسسة الحية والقابلة للتطور هى التي تتحسس المحيط (استخبارات المؤسسة) ومن ثم تحدد طبيعة المدخلات والمعالجة داخل المؤسسة والمخرجات وتقوم بتعديل نفسها أثناء دورتها الإنتاجية.
الاسرة مؤسسة وظيفتها إنتاج أفراد المجتمع بالولادة وإعادة إنتاج ايدولوجيا المجتمع بالتربية.
الطريقة الصوفية مؤسسة، القبيلة مؤسسة، الاحزاب، التعليم، القانون، الشركات، المصانع، الوزارات والمجالس، كلها مؤسسات وبتغييرها من داخلها وتغيير علاقاتها مع بعضها البعض يتغير نظامنا الاقتصادي الاجتماعي.

النظام الاقتصادي الاجتماعي شكله ومحتواه يتحدد بصفات مجموع مؤسساته وتفاعلها مع بعضها البعض، بالعلاقات والتراتب داخل المؤسسات والعلاقات والتراتب بين مؤسسات النظام ككل .
والنظام الاقتصادي الاجتماعي الأمثل هو الذي لايقوم فيه التراتب الا على الجدارة الشخصية لافراده مع التساوي في الفرص بعيدا عن اي تحيزات دينية او عرقية أو هوياتية او ثقافية او اقتصادية، ويقدم لافراده ما يطمحون له من فوائد مادية وثقافية مع اقل قدر من التنازل عن حرياتهم الشخصية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حتى لا يتمزق السودان

الحارس مالنا ودمنا

السودان وأزمة دولة مابعد الإستعمار -2-