مفترق طريق الثورة

 جنرالات المؤسسة العسكرية قلب الطبقة البرجو_طائفو_قبلية، ووارثي الحاكم العام الاستعماري، القوة المعبرة عن سلطة الحداثة الاستعمارية بمؤسساتها الحكوميةالمغروسة في قلب المجتمع بمؤسساته التقليدية من قبيلة وطائفة.

والجنجويد، اليد الباطشة لبرجو_طائفو_قبليو الاطراف، زحف المؤسسات الطائفو _قبلية على ما تبقى من مؤسسات الحداثة الاستعمارية.

المؤسسات الحكومية وريثة الاستعمار وتوابعها من مؤسسات القبيلة والطائفية لها من العمر والخبرة والدهاء والسلطة الاقتصادية والاجتماعية مما يمكنها غالباً من الفوز على الافندية وتشتيتهم ونزع حدتهم ووحدتهم. فأن كانوا يحلمون ببرتقالة، يفاوضونهم ويماطلونهم حتى يصبح الهدف بصلة، ومن ثم يفرطونها قشرة خلف قشرة، ويمنونهم باللب، ولا لب للبصل كما تعرف يا صديقي فهى قشور حتى النهاية.

تفوز الطبقة البرجو_طائفو_قبلية دوماً على الافندية لأن الافندية  ليست لديهم مؤسسات قاعدية لتحقيق اهدافهم، المؤسسات الحكومية والشركات والادارات، اي المؤسسات الحديثة هى في يد الحكومة. والمجتمع القاعدي نهب لمؤسسات الطائفة والقبيلة. التقابات؟ السلطة قادرة على حلها، التلاعب بقيادتها، وبل تغيير جماهيرها كما فعلت الانقاذ بالفصل والتشريد، وكذلك الاحزاب. لم يتبقى  للافندية الا تنظيم المواطنين على اساس جغرافي.

بعد الانقلاب وحين طرحت قوى الحرية والتغيير اتفاقها الاطاري، وجنحوا للسلم، تهللت  اسارير الطبقة البرجو_طائفو_قبلية، ببرجوازيتها، وسادة طوائفها وقبائلها، فهى سيدة التفاوض وقد تداعوا الى ملعبها. ثم بدأ التفاوض، ولكنه وبالتجربة التي تعلمناها من ديسمبر القريبة، هناك براح مملوء بالمكائد والشراك بين الاتفاق الاولي والاتفاق الموقع والاتفاق المنفذ ، هذا البراح يتسع لاشعال زناد المكايدات بين القوى المتحدة وتفريقها، وإدخال لاعبين من الفريق الخصم في اللعبة، كطرف ثالث اولا ومن ثم كطرف اصيل، وتمتد اللعبة بشق الحزب الواحد نفسه ضد بعضه ضد رؤيته وبرنامجه ومبادئه، فاحزابنا  غالبا ويا للأسف كل قيادتها او معظمه ينتمي للطبقة المسيطرة، الطبقة البرجو_طائفو_قبلية.

ماذا تبقى بعد تقليل المكاسب للحد الأدنى، وتنفيذ ما لن يرقى ابدا لحل المشاكل والاستجابة لمطالب الثورة، واستمالة الانتهازيين حتى من الاحزاب المعارضة ليحكموا مع الجيش والجنجويد؟! انها الطبقة المسيطرة تلتف مرة أخرى على ثورة أخرى للشعب السوداني.

ما العمل إذن؟ متابعة وعود الحرية والتغيير وايصالهم اما إلى الجدار فتعود جماهيرهم للشارع، واما بالضغط عليهم لتحقيق الشحيح الذي وعدوا به، بمعنى تكوين مركز سياسي للمعارضة والضغط على أطراف الاتفاق.

ومن جانب آخر الاستمرار في البناء القاعدي وتكريبه، ففي النهوض القادم للشعب سيعتمد على مؤسساته هو، ويمسك بزمام الأمور ويقطع دابر مماطلة واحتيال ومكر الطبقة البرجو_طائفو_قبلية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطرف الثالث في حرب الخرطوم

انطفاء

بيدي لا بيد عمرو