ادعياء اليسار الاسلامي


تقاربت ومعي آخرون في آواخر عهد الانقاذ مع كثير من الاسلاميين والسلفيين الذين يأخذون موقفا ما ضد الانقاذ، وذلك لظننا بأن سقوط النظام لايكفي فيه ان يتحد خصومه، بل لابد ايضا من أن ينفض عنه مؤيدوه. 


في هذا التقارب وجدت أن لبعضهم افكارا تقدمية وللبعض يسارية تقدمية فقربتهم أكثر وبل صاروا مصدرا لسرور قلبي واملي في أن يخرج من الاسلاميين من يأول الاسلام تأويلا لا يميل مع اصحاب كل سلطة.


المهم، فوجئت في غمرة الاحداث التي تعصف بالسودانيات والسودانيين في الفترة الأخيرة بأن بعض منهم يقف في الضفة الاخرى، ضفة العسكر وزعماء المليشيات والقبائل والطوائف، فحزنت ايما حزن،واحببت أن اهديهم هذه الخاطرة وانا ابن عطبرة.


اليسار والانحياز للمهمشين لا يأتي بكثرة قراءة كتب ماركس وكبار كتاب اليسار رغم اهميتها، وانما يأتي من هنا، من القلب.


 كان هناك قادة للثورة وثوار قبل أن يكتب اول يساري تحليله الطبقي، وكان المهمشون يتعاضدون قبل مقولة  "يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا". 


نعم التحليل الاقتصادي الاجتماعي اداة مهمة، ولكن في لحظات الصعود الاجتماعي(المفاصلة كما قال احدهم، أو الاختلاف كما يروج آخرون) في هذه اللحظات يسعفك قلبك اليساري باختصار التحليل الاقتصادي الاجتماعي وكل كتب وخطب ومقالات اليسار بجملة واحدة:

"انظر أين يقف اصحاب السلطة والراسمال الاقتصادي، العرقي والديني وقف ضدهم."


فيا أصدقائي اليسار والثورة هى ليست أن تقرأ  وتحفظ أمهات الكتب اليسارية رغم اهميتها كما يفعل السلفيين بكتب الدين، في حدها الاخير اليسار و الثورة هى أن تعمل باستمرار على تقويض السلطات من اجل الحرية وكرامة الانسان.


ومدنية مدنية والثورة أبدية يا ناس.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطرف الثالث في حرب الخرطوم

انطفاء

بيدي لا بيد عمرو