يا جميل وترجمتها !

 من أين تتولد معايير الجمال وماهو الأساس المادي لها (إن وجد)؟ 
السؤال التاني: إذا إفترضنا إنو في مجتمع ما في سلطات سائدة لها طرق تفكير سائدة تنتجها وتدعمها وتعيد إنتاجها عبر مؤسسات التربية والتعليم والمجتمع وأدوات الدعاية من تلفزيون وغيرو، وفي طرق تفكير مهمشة،وإنو الترتيب دا موش في السودان بس ولكن على مستوى جميع المجتمعات في مابينها في العالم، فمن أين تستمد طريقة التفكير السائدة في مجتمعاتنا معاييرها للجمال؟.
في نظري الدافع لتغيير الشكل واللون (في السودان ) ما جمالي بحت ولكن له علاقة بالترتيب الإقتصادي الإجتماعي المبني على العرق والقداسة.
الدافع (المباشر) لتغيير اللون والشكل هو دافع جمالي بحت كما يبدو لكل من يقوم بذلك، ولكن لا يجب أن ننسى مكر طربقة التفكير السائدة (الأيدولوجيا) المبنية لتبرر وتستديم التراتب الإجتماعي الإقتصادي في السودان، والتى تغرس بذرتها في المفاهيم الجمالية ومعايير الجميل لتتفق مع التراتبية السائدة في المجتمع.
لما مجتمع يكون التراتب فيه بناءاً على العلاقات الراسمالية المتجاوزة للون والعرق (أكثر بكثير من العلاقات الإقطاعية) في الحالة دي تغيير اللون أو الشكل بي يميل لي إنو جمالي أكتر من ليه علاقة بتحيزات طريقة التفكير السائدة (الأيدولوجيا)... لكن لما تكون في طريقة تفكير سائدة (ايدولوجيا) بي تخت بذورها في معايير ومفاهيم الجمال وتحددها، وطريقة التفكير السائدة أساسها تراتب إقتصادي إجتماعي بتاءاً على اللون والعرق، في الحالة دي بالتأكيد هناك ضغط شديد على أصحاب التراتبية الدنيا بأن يغيروا أشكالهم والوانهم لاصحاب الرتب العليا.. حتى وإن كانوا مقتنعين تماماً بأن هدفهم جمالي بحت.. لان طريقة التفكير السائدة البرجوإقطاعية (التي ينتجها أصحاب المراتب العلبا) هى من تضع معايير الجمال... يعني في السودان أصحاب المراتب الدنيا في الترتيب الإجتماعي مستلبين مرتين، مرة لطريقة التفكير السائدة في السودان البرجوإقطاعي بمركزيتها العربية، ومرة ثانية لطريقة تفكير رأس المال المعولم بمركزيتها الأوروبية والأمريكية.
في الختام،ليس لي حكم أخلاقي تجاه البياض أو السواد، لا أسعى (لتجريم) من يغيرون لونهم للبياض وشكلهم للتماهي مع العربي او الأوروبي ولا لإستصدار قوانين ضد ذلك ولا حتى لإدانتهم إخلاقياً من قبل المجتمع، الفكرة الأساسية هى فهم كيف تعمل مفاهيم ومعايير الجمال التي نظنها ذاتية وتخضع للذوق، لنجد أنها مرتبطة بجذورها في طريقة تفكير المجتمع. ومن يعرف الضرورة والإكراهات وقوانينها وكيفية عملها يعرف كيف يتجاوزها ويكون حراً في الإختيار.ولذا ففي حين تشير أصبعي السبابة نحو من يغيرون ألوانهم وأشكالهم بدوافع التماهي مع معايير مراكز السلطة العنصرية والأبوية والذكورية، تشير باقي أصابعي نحو ناشطي التغيير للقيام بمهامهم تجاه تفكيك هذه المراكز وتفكيك طريقتها في التفكير لمصلحة بناء مؤسسات تنحاز وتخدم وتقدم المواطن والمواطنة بعيداً عن تحيزات اللون والشكل والعرق والدين... الخ الخ.
وفي النهاية تغيير اللون والشكل حرية شخصية لمن أحب ذلك

تعليقات

  1. سلام
    لا حرية مع بيع قوة العمل لمن يدفع

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزي مسعود
      نحنا لسه في إكراهات التراتب العرقي العنصري للمجتمع ، نحنا لسه في إكراهات طريقة التفكير التقليدية، وعلى الأقل سنصل لحرية نسبية إذا إستوعبناها وغيرنا مؤسساتنا لتكون أقل تحيزاً تجاه اللون والشكل والعرق والدين ... لكن طبعاً كل الظواهر لها (جذورها) الإجتماعية الإقتصادية، والظاهرة الشائعة والمستمرة تاريخياً والمؤثرة على كل المستويات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية : هى إستغلال الإنسان للإنسان إقتصادياً.

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطرف الثالث في حرب الخرطوم

انطفاء

بيدي لا بيد عمرو