التاجر والفكي في مواجهة الأرباب والمك
"أو الإنقلاب العربسلامي" في نهايات سلطنة الفونج وإنهيار إحتكار السلطان الإقطاعي للتجارة بدأت بذور طبقة برجوازية تجارية صاعدة في النمو ومعها المؤسسة الصوفية الإقطاعية داعمة لها ومغيرة في نفس الوقت للأعراف والتقاليد السودانية الضاربة في القدم. معها بدأ التوريث الذكوري وإنتهى آخر مظهر أمومي في السلطنات والممالك السودانية، وبدأ الإحتكام للشريعة بدل العرف ودخلت الزكاة منافسة للشرور والمضار والسبل التي كانت تجبي لمصلحة الإقطاعي والسلطان من الأتباع، دخلت الزكاة كضريبة إضافية تجبى لمصلحة زعماء الطرق الصوفية. في الحقبة الإستعمارية وما بعدها، تم تدعيم الطبقة البرجوازية التجارية الضاربة في القدم بخريجي المدارس والمعاهد والحرفيين وموظفي وموظفات الحكومة ، ومول الإستعمار وأقطع الأراضي لزعماء الطائفتين وزعماء الطرق الصوفية والقبائل (الموالية للإستعمار) وأفراد مهمين بالنسبة لهم، وفتحت الأبواب للتجار الأجانب المهاجرين للسودان ودا أساس الطبقة البرجوطائفية البتكلم عنها انا. دخل الصوفية الرواد الأفذاذ الأوائل قبل قيام سلطنة الفونج بزمان طويل :افراد دعاة وتجار مغامرين. ومع أ...